"صايع..صياعة..صِيّع" كلمات أصبحت شائعة الاستخدام في مجتمعنا المصرى ولكن لها دلالة واحدة
حتى أن هناك من الأمثال العامية المصرية حملت هذا المصطلح واضعة تعريفاً غامضاً له مثل "الصياعة أدب مش هز كتاف".. كأنه شفرة خاصة بين حاملي هذا اللقب.
ولكن هل تعرف كم معنى تحمل هذه الكلمة؟ فهي شيء من شقاوة الأطفال، وعبث المراهقين، وطيش الشباب، وحكمة وحنكة الكبار. وفي الوقت نفسه تهمة الآباء للأبناء إذا ما عادوا متأخرين ليلاً أو شوهدوا يدخنون السجائر أو حصلوا على علامات سيئة في دراستهم.
أما كلمة "صايع" فهي شرف كبير بين الأصدقاء، و وسام يحملوه على صدورهم؛ ويذهب الفريق الأخير أن هذا اللقب يعني الشخص الذي يحمل خبرة وتجربة المجربين، والتي تظهر في لمحة .. حركة .. جملة..نظره عين.
ويقول مثل عامي مصري "العيلة اللي مافيهاش صايع..حقها ضايع" وهو طابع اتسمت به العائلة المصرية في كل الطبقات الغني والفقير، فدائماً تجد أحد أفراد بالعائلة، غالباً يكون هو أكبر شبابها يتصدر المشهد في جميع الأحداث التي تدور بينهم، ويضطلع بحل ما يواجه العائلة من مشكلات وأخذ الحقوق لهم.
ولابد لك أن تتحلى بصفة "صايع" كي تستطيع أن تسلك طريق سهل في المجتمع، فبدونها لا تتيسر أمورك ولا تنتهي معاملاتك، حيث تحتاجها للتعامل مع كل أشكال وطبقات المجتمع من سائق التاكسي حتى مديرك في العمل، بل تعتبر أساسية في البيع والشراء، ولا غنى عنها لكل من يتولى منصب قيادي في أي مجال.
وأخيرًا "الصياعة" صفة تبحث عنها بعض الفتيات في عريس المستقبل، كما إنها صفة لا يتمناها الشاب في فتاة أحلامه.
وتميز في الصياعة شعوب مثل "الأمريكيين والإيطاليين، و المصريين واللبنانيين من العرب، كما أنها عرفت عن كثير من الشخصيات التاريخية بداية من عنترة ابن شداد الذي نجح بدهائه أو "بصياعته" في الحصول على الحرية، ومن السياسيين الرئيس الراحل محمد أنور السادات، كما اتسم بها معظم الشعراء العرب بداية من أمرؤ القيس حتى أحمد فؤاد نجم، حيث جاءت تحت مسمى "الدهاء" أيضاً".
وهذا رأى بعض الشباب
قال "عبد العظيم" شاب جامعي، أن تعريف الصياعة مختلف من ناس لأخرى ومن مرحلة عمرية لأخرى، وتطلق على الشاب ذو الخبرة والدراية بأمور كثيرة، ويطلق علية "الفطن اللي يفهمها وهي طايره"، ويعرف اللي قدامه يقصد إيه أو يرمي لإيه من غير ما يوضح أو يشرح كلامه.
وعلق أحمد فوزي جامعي، "مش كل من شال مطوه وبات ليلتين في الحجز يبقى صايع"، الصياعة فن.
بينما كان لشريف سلامة الذي أكد أنه حاصل على لقب "صايع سابقًا" والآن أصبح أب لابنة جميلة، رأي خاص، حيث قال متأثراً "زمان كان هناك ارتباط وثيق بين الصياعة والتدخين والوقوف على النواصي ومعاكسة البنات ووضع الأيدي في الجيوب أثناء الكلام مع الأب وشرب القهوة ومشاهدة الأفلام الساخنة والكلام في التليفون بالساعات والرد علي الكبار بأسلوب غير مهذب والتزويغ من المدرسة والرسوب في نهاية العام وارتداء القميص على اللحم".
وعلى النقيض؛ يرى سلامة، أن لقب "صايع" هو أمر مخيف نهرب منه جميعاً قائلاً:"هو الواحد إيه غير سمعة وشوية حاجات فوق بعض"، وكنا نحرص على الابتعاد عن أي شخص حاصل على لقب "صايع" علشان الواحد بالبلدي "ما يتشبهش".
ويكمل سلامة؛ لكن بمرور الوقت حدثت طفرة لم تعد كلمة "صايع" شتيمة بل أصبحت وساماً يضعه الآخرون علي كل من يحوز إعجابهم، ولم يعد الصايع هو الشخص " قليل الأدب" اللي يسقط دايماً وقاعد طول النهار على النت وبيعلي صوته على أهله ويسرق الفلوس من ورا أهله علشان يجيب بيها سجاير" هذا الشخص لم يعد اسمه "صايع" بل أصبح اسمه "مغفل".
وبمرور الوقت أيضاً؛ أصبح لقب "صايع" لقباً متعدياً للحواجز، فلم يعد مقصورًا على الأشخاص فقط، بل انتقل إلى أشياء أخرى، فهناك أشياء كثيرة ممكن تقول عليها "صايعة"، مثل "موبايل" يحمل إمكانيات كبيرة يحلم بها الجميع، يصبح حينها "موبايل صايع", هدف رائع في مباراة لكرة القدم عبارة عن جملة بين 3 لاعبين جميلة ورشيقة وغير متوقعة يصبح "هدف صايع". نهاية أحد الأفلام غير المتوقعة ولم تمر في خيالك تصبح "نهاية صايعة" وكاتب الفيلم "كاتب صايع".
وقال عمر حمزة:" الصياعة بالنسبة لي أني أخد حقي من أي حد من غير ما يحس، أو اخلي اللي قدامي يعمل اللي أنا عاوزه وهو فاكر أنه بيعمل اللي هو عاوزه".
وأضاف :"لكن معظم الشباب فاكرين إن الصياعة بنات وحشيش وعربية جامدة وده غلط بالنسبة لي".
وقال مصطفى أنور:"الصايع دلوقتي بقى بطل.. لكن الصياعة دلوقتي مثلا انك تكون عاطل مبتشتغلش فتبقى صايع"
وقال محمد ممدوح، "الصياعه إن البيت كله يبقى عارف انك ملاك ومثل أعلى لباقي الشباب وانت أصلاً صايع".
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق